الثلاثاء، 23 فبراير 2010

حوار مبكٍ بين أب وابنته المتوفاة

حوار بين أب في منامه مع ابنته التي توفيت بمرض ألم بها، والدموع تنهمر من عينيها ….
البنت : حسبي الله ونعم الوكيل
الأب وهو يرتجف من شدة الفزع : على من تتحسبين ؟
البنت : أتريدني أن أخبرك على من أتحسب ؟
الأب : على من قولي !؟
البنت : وماذا ستفعل به ؟
الأب : سأقتص لكِ منه .
البنت : أتقتص منه بعد فوات الآوان
الأب : نعم سأقتص لكِ منه ولكن أخبريني
البنت : أتحسب …
الأب : قولي بالله عليك .
البنت : أتحسب .. ثم انفجرت غضبا ، وانقلب وجهها الحسن إلى وجه كريه المنظر موحش ، جعل الأب يتصبب عرقا ويرتجف فزعا .. أتحسب عليك ، حسبي الله عليك ، يا من فرطت بي ، يا من خنت الأمانة ، حسبي الله عليك يا من لم تعتني بي ، يا من لم تحفظني في دنياي ، يا من تسببت فيما أنا فيه الآن ..
الأب : وأين أنتِ الآن ؟
البنت : بعد تنهد طويل أنا في حفرة من حفر النار
الأب : وما الذي فعلته أنا بك ؟
البنت : أتسألني ؟ ألم تكن مهملاً لنا أنا وأخواتي ؟!
الأب : أنا لم أهملك بالعكس كنت أوفر لكم ما تحتاجونه من غذاء وكساء وكل ما تطلبونه .
البنت : ولكن هذا ليس كل شيء .
الأب : وما الذي كان علي أن أفعله بعد كل هذا ؟
البنت : لقد أهملتنا في أشياء كثيرة ، - ثم ازداد وجهها بشاعة وكأن دخان يخرج من فتحة عينيها ، وكأن جلد رأسها ينهمر بفعل النار – إنك لم تكن توقظنا لصلاة الفجر، ولم تكن تمنعنا من الذهاب للأسواق بمفردنا ، لقد كنت تتركنا عند بداية الأسواق ، لم تكن تمنعنا من مشاهدة الأفلام الهابطة التي أفسدت أخلاقنا ، نسهر الليل على تلك الأفلام وبدون مراقبة ، وننام على أنغام الموسيقى التي ساعدتنا على اقتنائها ، ونذهب إلى محلات الأغاني ونشتري من ذلك الرجل الذي كان يرمي علينا بكلمات الفحش ، ولم نكن ننزعج لأننا تعودنا على تلك العبارات من خلال مشاهدة التلفاز والفيديو التي اشتريتهما بحر مالك .. …. حين ذلك استيقظ الأب من نومه مذعورا ، ولكن رغم حسرته على مصير
ابنته تمنى أن لم يستيقظ إلا عندما تنتهي ابنته من حديثها ، لأنه قرر أن يتفادى الأخطاء ويحاول إنقاذ بقية أبنائه
حين ذلك استيقظ الأب من نومه مذعورا ، ولكن رغم حسرته على مصير ابنته تمنى أن لم يستيقظ إلا عندما تنتهي ابنته من حديثها ، لأنه قرر أن يتفادى الأخطاء ويحاول إنقاذ بقية أبنائه .

هناك تعليق واحد:

  1. طريق لاستقامة شاق لكن يخففة الرفاق دينا احمد

    ردحذف