الجمعة، 19 فبراير 2010

أنى لى بعمر جديد لا اعصى الله فيه ابدا؟

بسم الله مالك الملك، غافر الذنب، فمن دون رحمته نضيع على وجوهنا ونهيم بلا هدف فى دنيا لا تساوى عنده جناح بعوضة. وأصلى وأسلم على حبيبى الصادق الأمين، خير مَن خلق وبعث نبياً وهادياً،،،،،، أما بعد...
عاصياً غافلاً كُنتُ يا رب– ككل عبيد الله– عنك وعن دينى ، ولكننى أحمدك أنك أعدتنى إلىَّ رشدى قبل أن أضيع مع الأيام التى ضاعت،،،، والحمد لله فقد تصالحت معك ربى.. فهذه هى التجارة الرابحة التى أريدها.
إخوتى وأحبابى فى الله، هل فكَّرَ أحدنا يوما كيف له أن يطيل عمره؟! إن الامر ليس بعسير فالأعمار مُقَدَّرة من قبل خلقنا، ولكن يمكن للإنسان أن يزيد من رصيده فى البنك ومن ثَمَّ يطيل عمره، ولكن أى بنك هذا الذى يزيد من أعمارنا..إنه بنك الحسنات..أخى، البنك الذى لا ينفذ رصيدك به أبدا ولن تضطر إلى أن تُعلن إفلاسك، بل الربح فيه لا يقل عن 10 أضعاف ما تودِعهُ به مهما قل فى العدد، بل ربما ضاعف رصيدك تلقائياً. أخى، إنه فضل الله على عبيده.. فلماذا هذا الجحود والعصيان؟! أخى إن كان رصيدك ببنك الحسنات كبيراً ضمنت لك مكانا بفضل الله فى جنته، وهل تعلم بجوار من؟! بجوار الحبيب المصطفى، قُرَّة عيوننا عليه الصلاة والسلام، وياله من خير جوار، لا يستبدله مسلم عاقل بغيره. فلماذا ترفض أخى هدية الله إليك؟ لماذا ترفض جِوار رسول الله؟! اخى إن الذكرى للإنسان عُمرٌ ثانٍ، وهى ما يبقى منا بعد الرحيل، فبهذا تطول أعمارنا وتحسُن ذكرانا. إخوتى يا من تحتفلون باعياد ميلادكم وتفرحون ظناً أن أعماركم زادت عاماً جديداً، تخدعون أنفسكم. أجل والله، لأن كل عام يمر من عمر المرء لا يزيد منه بل ينقص عاماً؛ لأن الأعمار مكتوبة من قبل. أخى،أعود لأقولها من جديد..لا بد من وقفة مع النفس لإحياء الوازع الدينى فى قلوبنا. إن كل ما يحدث للمسلمين فى العالم ما هو إلا بسبب ابتعادنا عن ديننا الحنيف وتعاليمه الكريمة. أخى فى الله، اجلس مع نفسك وحاسبها؛ فهكذا كان يفعل الصالحون من قبل، فربما حسابك لها يخفف من ذنوبك ويعيدك عن غفلتك؛ فحسابك نفسك أهون من عذاب الله. يقول الداعية/ عمرو خالد "رضى الله عنه وغفر له ولنا" عن المحاسبة اليومية، إن كنت لا تخاف الله ولا تستحى منه، فهاتِ ورقتين فارغتين،،، واكتب فى الأولى –إن استطعت لها عَدَّاً- نِعم الله عليك، واكتب فى الأخرى ذنوبك وخطاياك التى ارتكبتها فى حياتك، فى حق نفسك وفى حق غيرك، فى حق الله وفى حق دينه عز وجل، وأظُنُك لن تستطيع لأنك لن تحصيها عددا ولن تتذكرها جميعها، وأظنك ستحتاج من الأوراق الكثير. يقول أحد الذين حاولوا تطبيق هذه النصيحة، "لما كتبت ما تذكَّرتُ من ذنوبٍ، طأطأتُ رأسى خجلاً من الله واستحياء منه عز وجل..." هذه أخى بداية الهداية، لم يستطع أن يرفع بصره إلى أعلى وأن ينظر إلى الله. يااااه! يا الله، أهذه كلها ذنوب ارتكبتها وأنا غافل؟ وهل قُلت لنفسك: يا نفس لِمَ لا تستحِ من الله؟! أخى إذا ضاع الحياء؛ ضاعت الأمة. وحقاً إن لم تستحِ اصنع ما شِئت. أعداء الإسلام يريدون تحطيمنا، ونجحوا فى ذلك، عندما خدشوا الحياء وأصبح ما كنا نخجل منه بالأمس أمراً عادياً اليوم. يقول أحدهم: "...جاء النشء الإسلامى طبقاً لما أردنا له، لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه فى دنياه إلا فى الشهوات، فإذا تعلَّم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوَّأ أعلى المراكز ففى سبيل الشهوات...". وجاء فى "بروتوكولات صهيون": "يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق فى كل مكان فتسهل سيطرتنا... ولكى لا يبقى فى نظر الشباب شئ مقدس، ويصبح همه الاكبر هو إرواء غرائزه الجنسية، وعندئذ تنهار أخلاقه..." أخى إن ضياع الحياء هو هلاك الأمة. إن حرب اليوم هى حرب عقيدة، والغزو فِكرى فلم تعد حرب اليوم بالسلاح فقط، بل بالفضائيات والانترنت وغيرها. فحذارأخى أن تكون ممن يحاربون الله ورسوله، أو أن تكون سبباً فى هدم الدين والحياء. أخى لتكُ حياتك كلها لله، أخى أَوجِد حب الله فى قلبك، واجعل لرسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم- نصيباً فى قلبك. أخى لا تجعل قلبك كالبيت الخرب المُظلم، الذى يسكنه الخفاش. لقد حسمها المولى عز وجل حين قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات. أخى، ماذا ستقول لربك إذا أدركك الموت فجأة؟ وكيف ستقف بين يديه عز وجل؟ وبأى قلبٍ ستلقاه؟ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} (16) سورة الحديد. أخى، سأُحدِثك عن نفسى.. لما حاولتُ أن أفعل كما ذكر عمرو خالد؛ والله حاولت أكثر من ثلاث مرات، ولكننى خشيت أن أفعل لأننى أعلم أننى مذنب وعاصٍ. أعلم جيداً أننى مُلَوَّث بالذنوب. أخى إن نجحت أنت أن تفعل فاستغفر الله لذنبك ولذنبى ولذنوب المسلمين أجمعين، ونصيحتى لك أن تغسل قلبك، حاول أن تطهر جرحك الملوث مثلى. ولن تحتاج هنا إلى مطهر طبى، بل طهره بذكر الله واجعله عامراً بحب الحبيب قرة عينى..خير قدوة افتقدناها، فى وقت اقتدى فيه شباب المسلمين بدعاة الفسق والمجون من المطربين والمطربات والممثلين والممثلات، أعوان الشيطان ودعاته. ولا تنس أخى أن المرء يوم القيامة مع مَن أحبَ، والمرء على دين خليله، فاتنظر أخى من اتخذت قدوة وصديقا. أخى إننا نحن الذين نحتاج إلى الله، إننا نحن الذين نحتاج إلى الإسلام، فليس الإسلام بحاجة إلى أحد. فهو بنا أو بدوننا باقٍ خالدٍ إلى يوم القيامة لأن الله يحفظه. أخى لا تَكُ عاراً على الإسلام. أخى اغسل ذنوبك بالندم عليها، وبالبكاء من خشية الله، نعم اِبكِ على ذنوبك، اِبكِها واسمع نصيحتى، ولن تندم. اِبكِ، وردد معى قائلاً: أنَّى لى بعُمرٍ جديدٍ لا أعصى الله فيه أبداً؟!! وتذكّر أخى كلماتى هذه، واعلم أننا نحن شباب المسلمين بإمكاننا أن نغير العالم.
ما دعوة أنفع يا صاحبي، من دعوة الغائب للغائب،،،،،، ناشدتك الرحمن يا قارىءً، أن تسأل الغفران للكاتب
الأمير أنور المرسى اللهم اهدنا واهدِ بنا واجعلنا سبباً فى هداية من ضل عن سبيلك. اللهم بَلَّغتُ، اللهم فاشهد. ولا تنسانى أخى من صالح دعائك لعل الله يرحمنى ويتجاوز عن سيئاتى،،، انشرها لوجه الله فالدال على الخير كفاعله.

هناك تعليقان (2):

  1. حفظك الله

    ردحذف
  2. اللهم انك عفو كريم فاعفوا عنا دينا احمد

    ردحذف