الجمعة، 19 فبراير 2010

مَن الطارق؟

تخيل أنك فى منزلك الآن وفى انهماك شديد تتابع ( كليب ساخن) على أحد القنوات الفضائية أو على جهاز الكمبيوتر. تخيلى أنك الآن امام المرآة وفى انهماك شديد أيضاً منذ ساعة كاملة ....... هناك مشوار هام ........ يد تحل قلم الكحل، ويد تحمل زجاجة العطر .... وفجأة...؟؟!! طرق البا .. جريت .. جريتى إلى الباب نظرت من العين السحرية، مَن هذا الشخص الذى يشع وجهه نوراً؟؟.... مين؟؟.... أنا رسول الله ... صرخت بدهشة.... رسول الله!!!!! ثم بقمة الفرح مددت يدك لتفتح الباب مُرَحِباً برسول الله، ولكن تذكرت ....(الدش ما زال شغال على الكليب) جريت بسرعة لكى تغلقه فضغطت دون قصد على زر آخر..صوت الكليب زاد أكثر..وأخيراً..أغلقت التليفزيون والدش والكمبيوتر ثم جريت لتفتح الباب.
... ياااااااااه.....صورة المغنية فلانة والممثلة فلانة التى تملأ حجرتى..... جريت مرة أخرى لكى تزيلها بسرعة ..... سمعت الجرس يدق للمرة الثانية.... وأنت تنزعها من على الحائط من شدة السرعة سقطت واحدة على المكتب .... مددت يدك لتأخذها بسرعة ففوجئت ... يااااااااه ..... شرائط الكاسيت؟؟! كل دى شرائط أغانى سمعتها وحفظتها أكثر مما حفظت القرآن طوال حياتى!!..... وبدون تفكير جمعتها وألقيتها فى أقرب صندوق قمامة وأغلقت عليها حتى لا يراها رسول الله. الجرس يدق... رسول الله سوف يمشى......وأنتى .....مددتى يدك لتفتحى الباب وأنتى فى قمة الفرح لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يا إلهى!!!! ....وضعتى يدك على شعرك المصبوغ عند الكوافير (هاقابله كده إزاى....)!!؟؟ جريتى تبحثى عن طرحة .....دى؟؟ لا مش دى.....لابد أن تكون طويلة.....وأخيرا وجدتيها ثم جريتى إلى الباب.....يا إلهى...!! هاقابل رسول الله بالبنطلون إزاى....!! جريتى تبحثى بسرعة قبل ما يمشى رسول الله عن عباية واسعة أو اسدال واسع....أخيراً وجدتى واحدا ...يااه ....الماكياج اللى على وجهى....جريتى تغسلى وجهك سريعا من كل المساحيق الحمراء والسوداء والصفراء التى عليه.....تذكرتى البارفان!! الحمد لله....الرسول طرق الباب قبل أن أضعه. أخيرا.... ستفتح لرسول الله، جريت وأنت تغلق أزرار القميص المفتوح معظمه.....فوجئت بأن الرسول من طول الانتظار قد مشى..... نظرت بجنون إلى السلم ... إنه لا يزال ينزل ... ناديت عليه يا حبيبى يا رسول الله .... أنا فتحت الباب خلاص ... عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل البيت...!!! جئت لتجلس فجأة رن المحمول!!! إنه يرن وكأننى أول مرة أسمع هذه الرنة (لآخر أغنية نزلت فى السوق) داريت وجهى خجلا من رسول الله وعندما نظرت إلى الرقم الذى يتصل بى .... ارتجف قلبى!!! ماذا أقول لرسول الله إذا سألنى من الذى يتصل بك؟ ضغطت على الزر وأنهيت الرنة حتى لا يسأل رسول الله ... فجأة شممت رائحة...!! النبى بدأ يشعر بها يااااااااااااه نسيت السيجارة مولعة فقمت سريعا لكى تطفئها.
وعندما عدت قال لك الرسول الكريم: أعطنى المصحف الذى فى جيبك... (ده مش مصحف يا رسول الله دى علبة سجائر) هتقدر تقوله كده؟! وفجأة سمعت صوت الأذان...
هتنزل..؟! أنت بتنزل كل مرة فعلاً؟ ولا هتنزل مجاملة لرسول الله...؟! وأنتى ...؟! هتقومى تصلى...؟! إنتى بتقومى كل مرة فعلاً....؟! ولا هتقومى مجاملة لرسول الله؟!
وماذا لو سألنا عن آخر مرة قرأنا فيها القرآن......متى؟!! وماذا لو سألنا عن آخر مرة صلينا فيها الفجر.......متى؟!!
وماذا لو سألنا عن علاقات الجامعة، قصص الحب، الرحلات المختلطة، سهرات القهاوى والنوادى، سهرات الدش والكليبات، شرب المخدرات، عقوق الوالدين، إطلاق البصر، سماع الأغانى..............
تخيل النبى هيعمل إيه عندما يرى أحوالنا؟...عارف هيعمل إيه...؟ لن يغضب بل سيبكى بكاءاً مريرا ويصرخ فيك وفيكى ...
أنت الذى ضحيت بعمرى كله من أجلك؟!!! أنت الذى تفرقت قبور أصحابى فى الأرض من أجل أن يصل الدين إليك؟!!
أنتى حفيدة عائشة وفاطمة؟؟؟؟؟؟؟
أنت وأنتى الذى ظننت أنكم ستحملون الدين من بعدى؟!! كيف سأشفع لك عند الله وأنت على هذه الحالة؟؟
كيف سأسقيك يوم القيامة من حوضى وقدد هجرت سنتى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!........................... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تخيل لو أن الطارق ليس رسول الله ولكنه ملك الموت لكن فى هذه المرة لن ينتظر على الباب بل لن يطرق الباب أصلاً وساعتها لن تجد وقتا لكى تتخلص من كل هذا...لن يعطيك الفرصة لقضاء ما فاتك من الصلوات...لن يعطيكى الفرصة لكى ترتدى الحجاب الشرعى... ومن مات على شئ بُعِثَ عليه!!!
عندما نجد ملك الموت جاء فجأة لينزع أرواحنا كما جاء لكثير من أصحابنا عندما نجد منكر ونكير داخلين علينا القبر. عندما نجد انفسنا نحاسب على كل عمل عملناه على الميزان؟ (كل أغنية، كل نظرة، كل كليب...). إنك ولا شك ستذكر هذه الرسالة يوم القيامة ووقتها لن تكون إلا واحدا من اثنين * شاب أو فتاة وصلته هذه الرسالة فقرر أن يقف مع نفسه فكانت سبباً فى تغيير حياته... * شاب أو فتاة قرأها ولم يهتم بها فكانت حجة عليه بين يدى الله يوم القيامة. اللهم بلغت اللهم فاشهد،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق